قصد أحد الشعراء إلى أمير البلدة ومدحه بقصيدة من رقيق الشعر العربي.. وسأل الأمير جلسائه: ماذا يريد هذا الشاعر؟ فقالوا: إنه يريد أن تكسيه بحلّة جميلة، فأمر الأمير بإعطائه بردعة ولجامًا.. وتقدم الشاعر فأخذ البردعة ووضعها فوق ظهره وأمسك اللجام بفمه وسار في الطريق.. وتجمع الناس حوله يسألونه عن هذا الذي صنعه بنفسه! فقال: مدحت الأمير بقصيدة من أحسن شعري، فوضع علي كسوة من أفضل ملابسه! وضج الناس بالضحك وانطلقوا يتحدثون بالخبر في المدينة حتى شاع وملأ الأسماع. وعرف الأمير أنه صار سخرية بين الناس، وأن نكتة الشاعر سارت على كل لسان، فأرسل في طلب الشاعر وكساه بأفضل الملابس ومنحه جزيل العطايا وهو يقول: لعلك لا تعود.. فضحك الشاعر قائلًا: لقد كنت أسبق أيها الأمير بالجميل، وإن منطق الشعراء من عطايا الأمراء.
والناس لم يضحكوا على الشاعر بل ضحكوا على ما أعطاه الامير
صح كلامك