أعظم آية في الثبات | الشيخ صالح العصيمي
وأعظم آية في الثبات: قوله تعالى: ﴿ يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ﴾ [إبراهيم:27].
وقد ذكر الله عز وجل في هذه الآية أربعة أمور تتصل بالثبات:
أوَّلها: المثبِّت.
وثانيها: المثبَّت.
وثالثها: المثبَّت به.
ورابعها: المثبَّت فيه.
فأما المثبِّت فهو الله سبحانه وتعالى؛ إذ قال: ﴿ يثبت الله ﴾ ؛ فلا سبيل إلى تثبيت أحدنا نفسه على الحق بقوته أو ماله أو حسبه أو نسبه أو شهادته؛ وإنما إذا شد يده بصلته بربه سبحانه وتعالى، وأعظم إقباله عليه، وكان عبدا له؛ فإن الله عز وجل يثبته.
وأما المثبَّت فهم الذين آمنوا من عباد الله عز وجل .
وذكرهم الله عز وجل بأعظم مرتبة لهم خوطبوا بها القرآن نداء، وهي ﴿ يا أيها الذين آمنوا ﴾؛ فقال: ﴿ يثبت الله الذين آمنوا ؛ ليعلم أن ثباتك على قدر إيمانك؛ فمن عظم إيمانه قوي ثباته، ومن ضعف إيمانه خشي عليه أن تزل قدمه عن الثبات.
وأما المثبَّت به فهو القول الثابت؛ والمراد به: اللازم الحق؛ الذي لا يتغير ولا يتكدر.
والذي يوقفك على هذا الحق الثابت والقول الثابت هو العلم، ومن عرفه في الدنيا؛ ثبته الله عز وجل عليه في الآخرة.
وأما المثبَّت فيه فهو دار الدنيا، ودار الآخرة.
-
فئة
-
الفئة الفرعية
لم يتم العثور على تعليقات