watermark logo

لا يكون أحدا عالما بمجرد الرواية | الشيخ صالح العصيمي

56 المشاهدات

0

قطوف العصيمي

لحديث أبي جهيم بن الحارث بن الصمة الأنصاري رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: «لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه من الإثم...») الحديث.
وقوله: («من الإثم»): ليست في «الصحيحين».
وعيب على صاحب «العمدة» إيهامه أنها فيهما؛ ذكره ابن حجر في «فتح الباري».
وهي في رواية الكشميهني للبخاري.
قال ابن حجر في الكتاب المذكور: «فيحتمل أن تكون ذكرت في أصل البخاري حاشية، فظنها الكشميهني أصلا؛ لأنه لم يكن من أهل العلم ولا من الحفاظ؛ بل كان راوية».
وبين رتبة الكشميهني المسوغة هذا الاحتمال، وهي أنه لم يكن من أهل العلم، ولا كان معدودا من الحفاظ؛ بل كان راوية - أي ممن عرف برواية الحديث -؛ لوقوع سماع أو إجازة له؛ فاحتاج الناس إلى الأخذ عنه فسمعوا عنه.
وهذا يقع في الأزمنة المتقدمة والمتأخرة؛ فيعمر أحد ويبقى بعد أقرانه، فيروى من طريقه كتاب وقع له بالسماع أو بالإجازة، ولا يكون هو في نفسه عالما ولا حافظا، وغاية حاله أن يكون روى مع الناس وبقي بعدهم؛ فصلح أن يحمل عنه الحديث.
وهذه الإشارة التي ألمح إليها الحافظ - في كون الكشميهني راوية ولم يكن من أهل العلم ولا من حفاظ الحديث - وما تلاها من البيان؛ يتبطنها الإنباه إلى غلط وقع فيه كثير من المتأخرين من رفعهم من يسندون الحديث إلى رتبة العلماء أو الحفاظ! فهؤلاء غايتهم أن يكون أحدهم راوية مسندا، أما أن يقال فيه: (العلامة، أو الحافظ) وأشباه هذه الألفاظ لمجرد أن عنده إسنادا أو سماعا أو إجازة، فهذا جهل بالغ، وليس من طريقة أهل العلم، وقد أمرنا بأن ننزل الناس منازلهم.

أظهر المزيد

0 تعليقات ترتيب حسب

لم يتم العثور على تعليقات

التالي