watermark logo

لماذا قل حظنا من العلم اليوم؟ | الشيخ صالح العصيمي

5 المشاهدات

0

قطوف العصيمي

📌 مصدر المقطع:
https://youtu.be/DYIbHQR4J3A

فَإِنَّ الله - تَعالى - قَد قَال فِيما رَوَاه عَنه رسوله: «يَا عِبَادِي؛ كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُهُ؛ فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ»

-------------------------------------------------

يعني أَنَّ المَفْزعَ الأعظمَ الَّذي ينبغي التَّعويل عليه إذا اشتَبَه على العبدِ شيءٌ من الدِّين: هو سؤالُ الله سبحانه وتعالى الهدايةَ؛ فلذلك كان النَّبيُّ ﷺ يُدِيمُ ذلك؛ فيسأَل رَبَّه كُلَّ ليلةٍ في صلاة اللَّيل: أَنْ يَهديَه إلى الصِّراط المستقيم فيما اختُلِفَ فيه.
وأكثرُ المُشتغلين بالعِلْم مَحْجُوبُون عن هذا؛ فإِنَّهم إذا اشتبهَ عليهم شيءٌ من العِلْم هَرَعُوا يركضُون إلى الرُّجوع إلى المَصادِر المُطَوَّلة؛ فَهُم يَلْتَمِسون في كلام فلانٍ وفلانٍ من العلماء شيئًا يُزِيل الإشكالَ، ويَنْسَون أَنَّ دَفْعَ الإشكالِ كُلُّه بِيَدِ = المُتَعَال سبحانه وتعالى.
فينبغي أَنْ يُوَطِّن المَرء نفسه على سؤال الله عز وجل.
ولذلك؛ كان أبو العبَّاس ابن تيميَّةَ - جامعُ هذه الرِّسالة - إذا اسْتَغْلَقَ عليه شيءٌ من العِلْم رُبَّما استغفرَ الله ألفَ استغفارةٍ، وكان يقول: «اللَّهُمَّ يَا مُعَلِّم آدمَ وَإبراهيمَ ومُفَهِّم سُلَيْمانَ؛ عَلِّمْني وفَهِّمْني».
فسؤال الله عز وجل من أعظم الأسباب الَّتي يُنَال بِها العِلْم.
وكثيرٌ من الطَّلَبة يُعَوِّلُ على قُوَّة حِفْظِه، وجَوْدةِ ذِهْنِه، وينسَى مَدَدَ رَبِّه سبحانه وتعالى، فلا يكاد يسأل رَبَّه سبحانه وتعالى التَّوفيقَ فيما يَشْرَع فيه من العِلْم.
وانْظُرْ هذا في نفسك؛ عندما تحضر مثل هذه الدُّروس: هل مَرَّ في خاطرِك أَنَّك تسأل الله عز وجل النَّفعَ بِها؟ أَوْ مَرَّ في خاطرك أَنَّك تبتغِي عند الله سبحانه وتعالى القُرْبَةَ بِها؟
أكثرُ النَّاس محجوبون عن هذه الحقائق.
ولهذا؛ لماذا قَلَّ حَظُّ النَّاس من العِلْم؟ لأَنَّه قَلَّ حَظُّهم من مقصود العِلْم؛ فصار هَمُّ كثيرٍ من النَّاس التَّكَثُّرَ بِهذه العلوم، والتَّسابقَ إلى أَنْ يُقال: (فُلانٌ يحفظ كذا وكذا، أو فلانٌ يعرِف كذا وكذا، أو فلانٌ مِن تلاميذ فلانٍ وفلانٍ)، ويغيبُ عنهم مُلاحظةُ أَنَّ المقصودَ الأعظمَ من العِلْم: أَنْ يُقَرِّبَك إلى الله، وأَنْ يُعَرِّفَك بِرَبِّك سبحانه وتعالى، وأَنْ يهديَك صراطَه المستقيم.
وإذا كان هَمُّ طالب العِلْم دائرًا مع هذه المقاصد العُظمى، فإِنَّ الله عز وجل يفتح له أبواب الفَهمِ.
وإذا كان طالبُ العِلْم محجوبًا بِهذه الحُجُبِ الكثيفةِ - الَّتي ذكرتُ بعضَها - فإِنَّه يَتْعَب ويشقى ويُبَكِّر ويحضُر، ولكنَّه لا يكون له من العِلْم إِلَّا الحَظُّ اليسير.
قال ابن عبَّاسٍ رضي الله عنه: «إِنَّما يحفظ الرَّجل على قَدْر نِيَّتِه».
وقال أبو عبد الله الرُّوذَبَارِيُّ: «العِلْم يُورِث العَمَلَ، والعَمَل يُورِثُ الإخلاصَ، والإخلاص يُورِث الفَهْمَ عن الله عز وجل».
فينبغي أن يَتَفَطَّن الإنسان إلى هذه الأمور أكثرَ مِن تَفَطُّنه إلى ماذا يحفظ؟ وإلى ماذا يقرأ على شيخه؟ ويحضرَ عند مَنْ مِن الشُّيوخ؟ يحضر عند شيخٍ مُشارٍ له كي يكون قريبًا منه؛ فيُعرَف به؛ فيُقال: (هذا من تلاميذ فلانِ بن فلانٍ)؟! هذا لا يزيدُك شيئًا، إِنَّما يزيدك مَدَدُ رَبِّك سبحانه وتعالى.
وَاعْتَبِرْ هذا في أحوال مَنْ مضى؛ تجد صِدْق ما ذكرتُ لك، كما قال ابن القيِّم رحمه الله تعالى: (كلام المُتَقَدِّمين قليلٌ كثير البَرَكة، وكلام المُتأخِّرين كثيرٌ قليلُ البَرَكة).
فتجد أَنَّ طالب العِلم يقرأ في بعض الكُتب المُصَنَّفة الَّتي كَتَبها المُتَأَخِّرون كي يَتَفَقَّه في دينه، والكلام كثيرٌ، لكنَّ البَرَكة قليلةٌ. وتجد أَنَّ كلام المُتَقَدِّمين رحمهم الله تعالى قليلٌ، ولكنَّ بَرَكتَه ونَفْعَه كثيرٌ.
وأيُّ شيءٍ أكثرُ وأعظمُ بَرَكةً مِن كلام الله وكلام الرَّسول ﷺ؟!
لذلك؛ إذا صَحَّت نِيَّةُ طالب العِلْم، وكان أعظمَ شُغُلِه الفِكْرُ في كلام الله وكلام الرَّسول ﷺ = حَصَلت له المَنازل العُليا في الدُّنيا والآخرة.
وليس مرادُنا بـ (المنازل العُليا): مَدْح النَّاس، ولا نَيْل المناصب، ولا أَنْ يكون لك رَسْمٌ وهيئةٌ لا تكون لغيرك، وإِنَّما المَراتب العُلْيَا: أَنْ تكون مِمَّنْ عَرَف الله حَقَّ معرفَتِه.
ولذلك؛ مَنْ عَرَفَ اللهَ لم يَضُرَّه أَنْ يجهلَ غيرَه، ومَنْ جَهِل اللهَ لم ينفعْه أَنْ يعرفَ غيرَه، ومَنْ وَجَدَ الله ماذا فَقَد؟! ومَنْ فَقَد الله ماذا وَجد؟!
إذا كان تعويل الإنسان على رَبِّه سبحانه وتعالى حصلت له الكِفاية التَّامَّة، والرِّعاية العَامَّة، وإذا كان تعويلُه على أسباب القُوَّة؛ كقُوَّة حِفْظه، وجَوْدة فَهْمه، ومَنْ يحضر عنده من المَشيخات، وما يقتني من الكُتب، وما يُطالِع من التَّصانيف: فإِنَّها لا تزيده شيئًا.
وسيأتِي مِن كلام أبي العبَّاس ما يُشير إلى بعض ما ذكرتُ.


📌 قائمة جميع فوائد التعليق على «الوصية الصغرى»:
https://youtube.com/playlist?l....ist=PLjmCBC6YwAF8Zh5

📌 حسابات الشيخ صالح العصيمي الرسمية:

ـ اليوتيوب:
https://youtube.com/c/alosyme

ـ التلغرام:
قناة درر وفوائد عصيمية:
https://t.me/Qutofosaimi
قناة التفريغات:
http://T.me/mkalosyme
قناة الدروس الصوتية:
https://t.me/alosimichannel
قناة تقريب علوم العصيمي:
https://t.me/taqribosaimi

ـ الموقع الإلكتروني:
https://j-eman.net/

ـ تويتر:
https://twitter.com/Osaimi0543?s=09

ـ الفيسبوك:
http://Fb.com/Osaimi0543

ـ الواتساب:
https://chat.whatsapp.com/EEjzp6HprKXC0nkXOxxMpI


📌 حسابات قناة قطوف العصيمي:

ـ يوتيوب:
https://www.youtube.com/channe....l/UC1M2LA5PSBQPg11C2

ـ تويتر:
https://twitter.com/Qutofosaimi?s=08

ـ تلغرام:
https://t.me/Qutofosaimi



⁧#فوائد_شرح_الوصية_الصغرى_العصيمي

أظهر المزيد

0 تعليقات ترتيب حسب

لم يتم العثور على تعليقات

التالي